مقدمة :
يتساءل الكثير من الناس حول ما نسميه اليوم بالإعجاز العددي للقرآن الكريم، وتُشكل الكتب التي صدرت عن مركز نون للدراسات القرآنية في مدينة البيرة الإجابة عن هذا التساؤل، إلا أنّ الغالبية من الناس لا يتيسر لهم الاطلاع على هذه الكتب لسبب أو آخر. من هنا فقد رأينا أن نلفت انتباه القارئ باستعراض أمثلة من عالم العدد القرآني، وبعض هذه الأمثلة انتزع من سياقات ففقدت بعض مفاجآتها، ومن هنا نطمع أن تدفع هذه النشرة السريعة من لديهم الاهتمام لمتابعة بحوث المركز في الإعجاز العددي، والتي يجدونها في كتب مثل: ( إعجاز الرقم 19 في القرآن الكريم، مقدمات تنتظر النتائج) ، ( إرهاصات الإعجاز العددي)، ( لتعلموا عدد السنين والحساب) ، ( زوال إسرائيل 2022م نبوءة أم صدف رقمية) ، (الميزان 456 بحوث في العدد القرآني) ، (أصحاب الكهف وصخرة بيت المقدس). كما ويجد القارئ بعض هذه الكتب على صفحة الانترنت الخاصة بالمركز. ولمزيد من المعلومات يمكن مراسلتنا على البريد الالكتروني الخاص بالمركز وهو: noon@p-ol.com .
ملاحظة:
حتى يسهل فهم ما ورد في هذه النشرة نلفت الانتباه إلى الآتي:
أولاً: يشكل العدد 19 مرتكزاً أساسياً في الإعجاز العددي القرآني، وقد فصّلنا ذلك في كتابنا: (إعجاز الرقم 19في القرآن الكريم مقدمات تنتظر النتائج) ثم في كتاب: (إرهاصات الإعجاز العددي).
ثانياً: لحساب الجُمّل أهمية كبرى في الإعجاز العددي القرآني، واستخدام هذا الحساب في اللغات الساميّة ومنها العربية، وفي هذا الحساب يُعطى كل حرف من حروف (أبجد هوز…) قيمة عدديّة ثابتة. ويجد القارئ تفصيل ذلك في كتاب ( إرهاصات الإعجاز العددي).
النمـل
سورة النمل هي السّورة 27 في ترتيب المصحف، وعدد آياتها 93 آية.
تبدأ سورة النمل بالحرفين (ط س)، وإذا عرفت هذا فإليك الملحوظة الآتية:
تكرر حرف (ط) في سورة النمل 27 مرّة، وهذا هو ترتيب السورة في المصحف.
تكرر حرف (س) في سورة النمل 93 مرّة، وهذا هو عدد آيات السورة.
مجموع (27+ 93) = 120 وهذا هو جُمّل كلمة نمل.
سورة التوبة هي السورة 9 في ترتيب المصحف، وهي السورة الوحيدة التي لا تُستهل بالبسملة، في المقابل نجد أنّ سورة النمل تتكرر فيها البسملة مرتين؛ وذلك في بداية السورة وفي الآية30 : " إنه من سليمان وإنّه بسم الله الرحمن الرحيم ". وإليك بعض العلاقات العدديّة التي تجمع بين السورتين:
إذا بدأنا العد من السورة 9 تكون سورة النمل هي السورة 19.
الفرق بين ترتيب السورتين في المصحف هو: (27 – 9) = 18
مجموع أرقام ترتيب السور ابتداءً من سورة التوبة وحتى سورة النمل هو:
(9 + 10 + 11 + ………… + 27) = 342 = 19 × 18
ملاحظة: الأعداد التي إذا بدأنا العد من الأول منهما يكون الأخير هو العدد 19 وبالتالي يكون الفرق بينها 18 هي أعداد لا نهائية، واللافت هنا أنّ العددين 9 ، 27 هما فقط العددان اللذان يكون مجموع تسلسلهما 342 أي 19 × 18
لم ترد كلمة النمل في القرآن الكريم إلا في الآية 18 من سورة النمل، وعدد كلماتها 19 كلمة.
النحـل
سورة النحل هي السورة 16 في ترتيب المصحف، واللافت للانتباه أنّ عدد كروموسومات ذكر النحل هو أيضاً 16 كروموسوماً.
لم ترد كلمة النحل في القرآن الكريم إلا في سورة النحل، وذلك في الآية 68: " وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون". واللافت هنا أن عدد الحروف من بداية الآية وحتى كلمة النحل هو 16 حرفاً. ويصبح الأمر لافتاً أكثر عندما نعلم أنّ الآية 68 يتألف رسمها من 54 حرف هي في الحقيقة 16 حرف هي: (ا،ب،ج،و،ح،ي،ك،ل،م،ن،ع،ر،ش،ت،خ،ذ).
عدد آيات سورة النحل هو 128 آية، وعدد كلمات الآية الأخيرة هو 8 كلمات، واللافت أنّ العلاقة بين الآية 128 وكلماتها هو: 128÷ 8 = 16
عدد حروف الآية 128 هو 32 أي 16×2 حرفاً، وقد لفت انتباهنا هذه العلاقة بين رقم الآية وعدد حروفها: 128×32 = 4096 والمفاجأة هنا أن هذا العدد هو مكعب العدد 16 أي: 16×16×16
عدد كلمات الآية 68 هو 13 كلمة، وإذا ضربنا رقم الآية بعدد كلماتها يكون الناتج: 68 × 13 = 884 وتكون المفاجأة هنا عندما نعلم أنّ ترتيب كلمة النحل في سورة النحل هو 884 أي أننا إذا بدأنا العد للكلمات من بداية سورة النحل تكون كلمة النحل هي الكلمة 884 فتأمّل!!
الآية 68 من سورة النحل هي الآية رقم 13 في ترتيب سور المصحف والتي تحمل الرقم 68، وهذا يعني أنّ مجموع أرقام هذه الآيات وحتى آية النحل هو أيضاً 884
الآيات التي رقمها 16 في سور القرآن الكريم كله هي 85 آية. والمفاجأة هنا أنّ مجموع كلمات هذه الآيات هو أيضاً 884
لقد أصبح واضحاً ارتباط النحل بالعدد 16، فلو قمنا بجمع أرقام الآيات 16 في القرآن الكريم وأضفنا إليها عدد كلماتها، فإن المنطق يقتضي عندها أن نضيف إليها رقم السورة 16 وعدد كلماتها أيضاً، هكذا: (85×16) + 884 + 16 + 1844 وهو عدد كلمات سورة النحل = 4104 والمفاجأة هنا أنّ هذا المجموع هو جُمّل الآية 68 من سورة النحل. فتأمّل!!
هناك 8 آيات في سورة النحل رقمها العدد 16، أو مضاعفاته، أي: (16+32+48+ 64+ 80+ 96+ 112+128)، والمفاجأة هنا أنّ عدد كلمات هذه الآيات هو 119 كلمة، وهذا العدد هو جُمّل كلمة النحل: (1+30+50+8+30) = 119
عدد الآيات التي رقمها العدد 16، أو أحد مضاعفاته، من بداية المصحف وحتى الآية 128 من سورة النحل هو: 119 آية. فتأمّل!!
الحديـد
سورة الحديد هي السورة الوحيدة التي يدل اسمها على عنصر من عناصر المادة، وهي السورة رقم 57 في ترتيب المصحف. وإليك بعض الملاحظات حول ترتيب هذه السورة :
جُمّل كلمة (الحديد) هو 57 وهو موافق لترتيب السورة.
جُمّل كلمة (حديد) هو 26 وهذا هو العدد الذري للحديد، وتكتمل المفاجأة عندما نعلم أنّ 57 هو الوزن الذري للحديد، مع العلم أنّ الأوزان الذرية لنظائر الحديد المستقرة غير المشعة هي: (56، 57، 58).
عدد آيات سورة الحديد هو 29 آية، فإذا ضربنا رقم ترتيب سورة الحديد بعدد آياتها يكون الناتج:
( 29× 57 ) = 1653
إذا جمعنا أرقام ترتيب السور القرآنيّة من 1 إلى 57 يكون الناتج: (1+2+3+ ……57) = 1653، فإذا قمنا بضرب رقم ترتيب كل سورة من سور القرآن الكريم الـ 114 بعدد آياتها، ثم قمنا بترتيب الناتج تنازلياً، فستكون المفاجأة أنّ سورة الحديد هي السورة الوحيدة التي تحافظ على ترتيبها بين سور المصحف، أي ستبقى السورة رقم 57
الآية رقم (1) من سورة البقرة هي الآية رقم (8) في ترتيب المصحف. وعليه إذا قمنا بجمع تراكمي لآيات المصحف فسنجد أنّ الآية 1653 في ترتيب المصحف هي الآية 57 من سورة يوسف. فتأمّل!!
ولمسألة الحديد تتمة ليس هذا مكان بسطها.
نـوح
عليه السلام
سورة نوح 28 آية. وإليك بعض الملاحظات حول هذا العدد وغيره:
ورد اسم نوح في القرآن الكريم مضافاً إليه، مثل: (قوم نوح، امرأة نوح)، وورد أيضاً من غير اضافة. وقد تكرر في القرآن الكريم من غير اضافة 28 مرّة.
عدد السور التي ذكر فيها لفظة نوح هي 28 سورة.
تكرر اسم نوح في سورة نوح 3 مرات، وإذا ضربنا جمّل نوح بالعدد 3 يكون الناتج:(3 × 64) = 192. واللافت للانتباه أنّ العدد 192 هو ترتيب كلمة نوح الثالثة والأخيرة في سورة نوح.
سورة نوح هي السورة 71 في ترتيب المصحف، وإذا طرحنا عدد آياتها من عدد ترتيبها يكون الناتج:
(71 – 28) = 43 واللافت هنا أنّ لفظة نوح بجميع صورها وردت في القرآن الكريم 43 مرّة.
سورة نوح هي آخر سورة يرد فيها اسم نوح، عليه السلام، وهذا يعني أنّ هناك 43 سورة بعد سورة نوح لم يرد فيها لفظة نوح، وبلغة الأعداد نقول: ( 114 – 71 ) = 43
بما أن السّور التي وردت فيها لفظة نوح هي 28 سورة، فإنّ ذلك يعني أنّ هناك 43 سورة قبل سورة نوح لم يرد فيها لفظة نوح، وبلغة الأرقام نقول: (71 – 28) = 43
معلوم أنّ نوح قد لبث في قومه 950 سنة، واللافت للانتباه أنّ عدد حروف سورة نوح هو 953 حرفا، والملاحظة هنا، والتي تدعو إلى البحث أكثر، هي أنّ حرف الحاء في السورة قد تكرر فقط 3 مرّات، وفقط في كلمات نوح الثلاث، أي أنّ حرف الحاء لم يرد في السورة كلها إلا في كلمة نوح. فتأمل !!
السجـدة
سورة السجدة هي السورة 32 في ترتيب المصحف، وقد لاحظ بعض الكُتاب أنّ عدد السور التي وردت فيها مادة (س ج د) هي 32 سورة .
عدد السجدات في القرآن الكريم، كما هو مشهور، 15 سجدة، واحدة منها في سورة السجدة: "إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذُكّروا بها خروا سجّدا وسبّحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون". اللافت للانتباه هنا أنّ هذه الآية هي الآية 15 من سورة السجدة، وهذا العدد يوافق عدد السجدات في القرآن كله، ويلفت الانتباه أيضاً أنّ عدد كلمات هذه الآية هو 15 كلمة.
عدد آيات سورة السجدة هو 30 آية وهذا يعني أنّ آية السجدة جاءت في نهاية النصف الأول، وهذا يعني: ( 2 × 15) = 30 فماذا لو ضربنا ترتيب كلمة (سُجّدا) بالعدد 2 كما فعلنا في رقم الآية ؟
كلمة (سجدا) هي الكلمة 186 في ترتيب كلمات السورة: (2 × 186) = 372 والمفاجئ هنا أنّ هذا هو عدد كلمات سورة السجدة. فتأمل !!
الـحـج
تكررت كلمة (الحج) في القرآن الكريم 9 مرّات. وقد جاءت الكلمة التاسعة والأخيرة في سورة الحج، أي أنّ آخر تكرار لكلمة الحج جاء في الآية 27 من سورة الحج: " وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ". وهذا يُشعر بأهميّة الكلمة التاسعة حيث سميت السورة (الحج).
عدد كلمات هذه الآية هو 14 كلمة، فإذا ضربنا عدد الكلمات برقم الآية وهو 27 يكون الناتج:
(14 × 27 ) = 378
اللافت للانتباه أنّ العدد 378 هو مجموع الأعداد من 1 إلى 27 هكذا:
( 1+2+3+ ….+ 27) = 378
قلنا إن تكرار كلمة (الحج) في القرآن الكريم هو 9 مرّات، فإذا ضربنا هذا التكرار بجُمّل كلمة الحج يكون الناتج : (42 × 9) = 378 ولا ننسى هنا أن الكلمة التاسعة هي الكلمة الواردة في سورة الحج.
بالرجوع إلى سورة الحج نلاحظ أنّ الكلام حول الحج وشعائره يبدأ في الآية 26 وينتهي بالآية 37 وهذا يعني أن مجموع أرقام هذه الآيات هو:(26+27+28+29+30+31+32+33+34+35+36+37) = 378
إذا أضفنا إلى هذا العدد عدد آيات سورة الحج يكون الناتج: (378+78) = 456 فتكون المفاجأة أنّ هذا هو ترتيب كلمة (الحج) بين كلمات سورة الحج.
إذا ضربنا رقم الآية 27 بعدد كلماتها وبعدد حروفها، يكون الناتج:
(27 × 14 × 51 ) = 19278 وإذا قسمنا الناتج على جُمّل كلمة الحج يكون الناتج:
(19278 ÷ 42 ) = 459 والمفاجأة هنا أنّ هذا العدد هو ترتيب الكلمة السابعة في الآية 27 من سورة الحج، والتي هي 14 كلمة، واللافت أنّ العدد 7 يتككر كثيراً شعائر الحج.
هناك ملاحظات كثيرة تتعلق بهذه الآية من سورة الحج بني عليها كتاب:(الميزان 456 بحوث في العدد القرآني)، فمن أحب الاستزادة فليرجع إلى الكتاب في صفحة مركز نون الإلكترونية.
الـكهـف
سورة الكهف هي السورة 18 في ترتيب المصحف، واللافت للانتباه أنّ عدد آيات قصة أصحاب الكهف في السورة هو 18 آية.
إذا بدأنا عد الكلمات من بداية قصة أصحاب الكهف، أي من بداية الآية 9، إلى قوله تعالى: " ولبثوا في كهفهم "، فسنجد أن ترتيب الكلمة التي تأتي بعد لفظة (كهفهم) هو 309، وهذا هو عدد السنين التي لبثها أصحاب الكهف. وهذا يعني أننا نجد بعد لفظة (كهفهم) مباشرة عبارة: "ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا"، وكذلك العدد 309، والذي هو ترتيب كلمة (ثلاث) في قصة أصحاب الكهف.
مجموع حروف قصة أصحاب الكهف هو (1401) فإذا أضفنا إلى هذا جُمّل عبارة (سورة الكهف) فيكون الناتج: (1401+ 407) = 1808 وهذا هو جُمّل: "ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا"، وفق رسم المصحف، وعلى أساس أن همزة (مائة) تحسب دائماً واحداً، وكذلك الأمر في الهمزة المرسومة على واو، وعلى ألف، والمنفردة. وهناك ملاحظات أخرى كثيرة، ومن أحب الاستزادة فليرجع إلى كتاب: "لتعلموا عدد السنين والحساب 309"، الموجود على صفحة مركز نون الإلكترونية.
مـريـم و ص
هناك 29 سورة في القرآن الكريم تُستهل بحروف نورانية مثل: الم، الر، كهيعص، ص، …الخ. في هذه السور الـ 29 نجد أنّ ترتيب سورة مريم في المصحف هو 19، وسورة ص ترتيبها 38، ولا يوجد غيرهما من سور الفواتح سورة ترتيبها من مضاعفات الـ 19، وعليه إليك هذا الجدول:
فاتحتها - جُمّلها |
السورة - جُمّلها |
الترتيب |
كهيعص = 195 |
مريم = 290 |
19 |
ص = 90 |
ص = 90 |
38 |
مجموع الجُمّل |
مجموع الجُمّل |
المجموع |
19
× 15 = 285 |
19
× 20 =380 |
19
× 3 = 57 |
مجموع الترتيب: 57 = 19 × 3
جُمّل السور : 380 =19 × 20
جُمّل الفواتح : 285 = 19 × 15
المجموع العام 722 هو 19 × 38 والمفاجئ هنا أنّ المجموع العام هو حاصل ضرب ترتيب سورة مريم 19 في ترتيب سورة ص 38
بما أنّ سورة مريم هي السورة 19 في ترتيب المصحف، فلا بد من أهمية خاصة لهذه السورة في مسألة العدد 19 ونجد تفصيل ذلك في كتاب: (إعجاز الرقم 19 في القرآن الكريم مقدمات تنتظر النتائج)، وكتاب:
( إرهاصات الإعجاز العددي في القرآن الكريم)، ولكننا هنا نلفت الانتباه إلى أمثلة مبسّطة:
إذا تمّ ترتيب سور الفواتح الـ 29 كما هي في المصحف فسنجد أنّه يوجد بعد سورة مريم 19 سورة من سور الفواتح، في المقابل نجد أنّ هناك 19 سورة هي قبل سورة ص.
جُمّل كلمة (سورة) هو 271 فإذا أضفنا العدد 19 إلى جُمّل كلمة (سورة) يكون الناتج:
271 + 19 = 290 وهذا هو جُمّل كلمة (مريم) = 290
رقم ترتيب سورة مريم في المصحف هو 19 وعدد آياتها 98 فإذا أضفنا 19 إلى جُمّل كلمة مريم يكون الناتج: (290+ 19) = 309 وهذا هو الرقم المركزي في سورة الكهف التي تسبق سورة مريم.
إذا أضفنا عدد آيات السورة إلى العدد 309 يكون الناتج :
(309 + 98) = 407 وهذا هو جُمّل عبارة (سورة الكهف)، وقد يعني هذا أنّ هناك أسراراً مشتركة في سورتي الكهف ومريم تتعلق بعالم العدد. وهناك ملاحظات عددية تؤكد ذلك ليس هنا مقام بسطها.
آدم وعيسى، عليهما السلام
جاء في الآية 59 من سورة آل عمران: "إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ، خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ".
تتحدث الآية الكريمة عن التماثل في خلق آدم وخلق عيسى، عليهما السلام. وقد لفت نظر بعض الكتاب أنّ في الآية تماثلاً عددياً أيضاً. فما هو هذا التماثل؟!
إذا قمنا بإحصاء كلمات (عيسى) من بداية المصحف وحتى كلمة (عيسى) في الآية 59 من سورة آل عمران، فسنجد أنها الكلمة رقم 7
وإذا قمنا بإحصاء كلمات (آدم) من بداية المصحف وحتى كلمة (آدم) في الآية 59 من سورة آل عمران، فسنجد أنها الكلمة رقم 7 أيضاً.
هذه الملاحظة اللطيفة دفعتنا إلى متابعة الأمر، فكانت النتيجة أنْ تحصّلت لدينا ملاحظات عدديّة كثيفة. إلا أننا رأينا أن نقصر البحث هنا على جزء منها:
بحثنا عن تماثل ثانٍ في سور أخرى، فكانت المفاجأة أنّ هذا التماثل جاء في سورة مريم. ومعلوم أنّ مريم هي إبنة عمران، وكان التماثل الأول في سورة آل عمران، ثم إنّ تفصيل الكلام في خلق عيسى، عليه السّلام، جاء في سورة مريم.
أمّا التماثل الثاني فجاء على الصورة الآتية:
ترتيب سورة مريم في المصحف هو 19. ولم ترد كلمة (عيسى) في سورة مريم إلا مرّة واحدة، وذلك في الآية 34. والملاحظة اللطيفة هنا أنّ كلمة عيسى في الآية 34 هي التكرار 19 في القرآن الكريم. والمفاجأة هنا أنّ كلمة (آدم) في الآية 58، والتي لم تتكرر في سورة مريم إلا مرّة واحدة، هي أيضاً التكرار 19 في القرآن الكريم.
ففي السّورة 19 إذن كان التكرار 19 لكلمة عيسى والتكرار 19 لكلمة آدم. فتأمّل!!
تكررت كلمة عيسى في القرآن الكريم 25 مرّة. واللافت أنّ تكرار كلمة آدم هو أيضاً 25 مرّة. وإذا بدأنا العدّ من الآية 34 من سورة مريم، والتي ذكر فيها اسم عيسى، عليه السلام، تكون الآية 58 التي ذكر فيها اسم آدم، عليه السّلام، هي الآية 25
رأينا أنّ التماثل الأول كان في الآية 59 من سورة آل عمران، حيث كانت كلمة عيسى هي التكرار (7) . وكذلك تكرار كلمة آدم. أمّا التماثل الثاني فكان عند الآية 58 من سورة مريم، لأنّ تكرار كلمة آدم فيها كان هو التكرار 19، وقد جاء مماثلاً لتكرار كلمة عيسى في الآية 34 من سورة مريم. فهل هناك علاقات عدديّة أخرى تعزز هذا التماثل ؟!
إذا بدأنا العد من الآية 59 من سورة آل عمران، فستكون الآية 58 من سورة مريم هي الآية رقم (1957)
اللافت أنّ عدد الآيات من بداية سورة آل عمران (سورة التماثل الأول) ، إلى بداية سورة مريم (سورة التماثل الثاني) هو أيضاً (1957). والمفاجأة هنا أنّ مجموع أرقام الآيات التي فيها كلمة عيسى، من بداية المصحف وحتى الآية 34 من سورة مريم، هو:
التسلسل |
السورة |
الآية |
التسلسل |
السورة |
الآية |
|
1 |
البقرة |
87 |
11 |
النساء |
171 |
2 |
البقرة |
136 |
12 |
المائدة |
46 |
3 |
البقرة |
253 |
13 |
المائدة |
78 |
4 |
آل عمران |
45 |
14 |
المائدة |
110 |
5 |
آل عمران |
52 |
15 |
المائدة |
112 |
6 |
آل عمران |
55 |
16 |
المائدة |
114 |
7 |
آل عمران |
59 |
17 |
المائدة |
116 |
8 |
آل عمران |
84 |
18 |
الأنعام |
85 |
9 |
النساء |
157 |
19 |
مريم |
34 |
10 |
النساء |
163 |
مجموع أرقام الآيات الكلي
= |
1957 |
بذلك يتبين أنّ عدد الآيات، إذا بدأنا العدّ من آية التماثل الأول إلى آية التماثل الثاني، هو عدد الآيات نفسه إذا بدأنا العدّ من بداية سورة التماثل الأول إلى بداية سورة التماثل الثاني، وهو أيضاً مجموع أرقام الآيات التي فيها كلمة عيسى حتى الآية 34 من سورة مريم، أي حتى التكرار 19